كيف سيبدو عالم مارفل السينمائي بدون سبا يدرمان بعد حرب سوني ومارفل الأخيرة؟

نزع سبايدر مان لم يكن وليد اللحظة، بل كان نتيجة شد وجذب مهول بين
شركتيّ (ديزني) و (سوني) على حقوق الشخصية. ما هي ملابسات الأمر؟في
الآونة الأخيرة، الأفلام التي تصدرت شباك التذاكر، والتي صُنفت كأعلى
الأفلام صعودًا في التاريخ على مستوى العالم أجمع حتى بعد انتهاء فترة
عرضه في السينمات، هي أفلام شركة مارفل. قدمت مارفل الكثير من الشخصيات
مثل ثور، سبايدر مان المحبوب، الرجل الحديدي، وغيرهم الكثير.

مقال اليوم لن يتحدث عن مارفل كتاريخ، أو عن مراحلها المتعاقبة التي
انتهت آخر واحدة فيها مع Avengers: Endgame، ونستعد للمرحلة التالية.
مقال اليوم سوف تحدث عن ما بعد تلك المرحلة. مع الاستعداد المهول لها،
أتانا واحد من أبشع الأخبار في تاريخ سينما الأبطال الخارقين: "تم نزع
سبايدر مان من عالم مارفيل السينمائي!".

هذا النزع لم يكن وليد اللحظة، بل كان نتيجة شد وجذب مهول بين شركتيّ
(ديزني) و (سوني) على حقوق الشخصية. ما هي ملابسات الأمر؟ وما هو مستقبل
الشخصية في هذا العالم الذي أحببناه جميعًا؟ هذا ما سنحاول الإجابة عنه
اليوم في أراجيك فن. استعدوا جيدًا، فربما سنبكي بعد قليل.

أقرأ أيضًا: بيتر باركر ليس الوحيد .. تعرف على نسخ سبايدر مان في أكوان
مارفل المتوازية

قبل الحديث، يجب أن نعرف تاريخ سبايدر مان بين الشركات

سبايدر مان هو شخصية خيالية تم صنعها من قبل رسام الكوميكس والمؤلف (ستان
لي)، بعام 1962، وظهرت لأول مرة في العدد رقم 15 من Amazing Fantasy، وهو
واحد من الشخصيات الراسخة في عالم الكوميكس الأمريكية، وبه تم تعريف عصره
بالعصر الفضي للكوميكس.

بعد النجاح الساحق لمارفل طوال سنين عديدة، قررت شركة (والت ديزني)
الاستيلاء عليها كما تحب أن تفعل دائمًا. وبالفعل في عام 2009 اتحوذت
(ديزني) على (مارفل) بالكامل مقابل 4.64 مليار دولار أمريكي. ظاهريًّا
(مارفل) هي شركة بعيدة عن (ديزني)، لكن ماليًّا وقانونيًّا، (ديزني) هي
المتحكمة في مقاليد الأمور.

وبما أنها المُتحكمة، قررت بيع حقوق شخصية سبايدر مان لشركة (سوني)
للمرئيات والخدمات الترفيهية مقابل مبلغ كبير. لكن لاحقًا قررت عمل سلسلة
أفلام للشخصية وإدخالها في عالم مارفل السينمائي، ووقتها كان الاتفاق أن
الإنتاج على (ديزني/مارفل)، بينما التسويق على (سوني). مع وجود نسبة ربح
أكبر بالطبع لـ (سوني) لأنها صاحبة حقوق الشخصية. والتي لو كانت (مارفل)
محتفظة بها حتى الآن، لما كنا نكتب هذا المقال من الأساس للأسف.

أصدرت سوني ثلاثة أفلام من تمثيل Tobey Maguire، لكن لم تنجح بشدة.
فقرروا عمل إعادة إنتاج في صورة ثنائية أفلام من تمثيل Andrew Garfield،
وأيضًا لم تلقَ رواجًا. وأخيرًا قررت مارفل جلب Tom Holland للشخصية،
وبالفعل شارك في 5 أفلام كاملة من إنتاج الشركة. هنا اهتمت (سوني)
بالتسويق للعناوين التي سبايدر مان هو بطلها، بينما تركت باقي العناوين
لديزني كي تتكفل بها تسويقيًّا.

كل هذا جميل، لكن ما سبب الخلاف على سبايدر مان الآن؟

المال يا عزيزي!

توجد قاعدة عامة في شركات الإنتاج وأصحاب الحقوق في عالم هوليوود
السينمائي: "الكعكة لا تكفينا جميعًا".

تحب الشركات أن تجني أكبر قدر من المال، ولا تحب الشراكات. وإذا كانت
هناك شراكة، لا يجب أن يأخذ الشريك حصة كبيرة من المكاسب، خصوصًا إذا كان
هذا الشريك من استوديو منافس. وبالطبع شراكة (ديزني) و (سوني) هنا في
سبايدر مان هي ببساطة شراكة تنافسية من الطراز الأول.

ولذلك قررت (ديزني/مارفل) أن الحصة التي تأخذها غير عادلة، ويجب أن تكون
المكاسب بنسبة 50% إلى 50%، وهذا بالرغم من أن (سوني) لديها كامل حقوق
الشخصية قانونيًّا. جشع (ديزني) جعل الاجتماع الأخير ينتج عنه خروج
سبايدر مان من عالم مارفل السينمائي.

نظرًا لهذا الخلاف، قرر Tom Rothman أن يحل الوضع بمقترح بسيط. إن (توم)
هو رئيس مجلس إدارة مجموعة (سوني) للخدمات الترفيهية كلها، وقرر أن يرفع
نسبة ربح (ديزني) من المبيعات إلى 25% بالكامل، أي ربع التركة المالية
الناتجة عن الأفلام، وذلك فقط كي تستمر الشخصية في عالم مارفل السينمائي.

لكن للأسف، باء الأمر بالفشل، وأصرت (ديزني) على الحصول على 50% من
الأرباح بالكامل لها دون نقاش، وهذا نتج عنه فضّ للاجتماع بالفعل دون
الوصول إلى وفاق. والآن رسميًّا سبايدر مان خارج عالم مارفل السينمائي
بالكامل، إلا أن هناك شائعات تقول أن (توم) يحاول جمع الطرفين مرة أخرى
على طاولة النقاش من أجل حل الأمر بأقل الخسائر الممكنة.

أقرأ أيضًا: جولة في عالم الرجل العنكبوت سبايدر مان Spider-Man

ما تأثير خروج سبايدر مان من عالم مارفل السينمائي؟

التأثير كبير في الواقع، في الفيلم الأخير لشخصية سبايدر مان المحبوبة،
رأينا (توم هولاند) يقوم بصولات وجولات في العالم كجزء من السلسلة نفسها،
أي أن الشخصية حيّة وتستمتع وتحارب الأشرار. والآن أمامنا خيار من اثنين:

الأول هو أن تأخذ (سوني) مهمة الإنتاج وتقوم بعمل فيلم لشخصية سبايدر مان
دون إدراج أي شخصية من عالم مارفل السينمائي فيه (وهذا شبه مستحيل، لأننا
تعلقنا بالعالم نفسه، والمزيج الذي يمثله في عقولنا وقلوبنا).

والثاني هو أن لا يتم تقديم سبايدر مان في أي فيلم سينمائي على الإطلاق،
ويكون مقتصرًا فقط على سلسلة الألعاب التي تصنعها (سوني) لجهاز البلاي
ستايشن، خصوصًا أن الإصدار الخامس من جهاز الألعاب سيصدر على اللأغلب
بالعام المُقبل، ومن المُرجح أن تصدر لعبة سبايدر مان جديدة له كحصرية من
أوائل حصريات الجهاز الجديد.

وفي الختام..

سبايدر مان شخصية تم تقديمها مرات عديدة في عالم السينما، وفي كل مرة كان
لها طابع خاص. لكن الآن ربما لن نراها مرة أخرى على الشاشة أبدًا، أو
يمكن أن نراها كما لم تكن من قبل. الأمر يرجع للتنسيق بين (ديزني) و
(سوني)، وكيف للأيام المقبلة أن تأتي باجتماع جديد يحل المشكلة، أو لا
تأتي بشيء ويظل سبايدر مان خارج دائرة حسابات السينما الهوليودية في
الأعوام المقبلة.

أقرأ أيضًا: أفضل أغاني أم كلثوم: كوكب الشرق الذي ظل متألقًا في سماء الفن

تعليقات

المشاركات الشائعة